الجمعة، ٢٤ يونيو ٢٠١١

حزب العدل ..تجربة إنسانيّـة

بـقـلم / محمد إبراهيم

مررت بتجارب عمليّة كثيرة كانت جامدة جمود الآلات , و كانت غالبا ما تكون هذه التجارب ناجحة , لكنها أبدا ما كانت مُبدعة ..لإفتقادها الروح المناسبة لحالة الإبداع.
لذا دائما أحبذ إعلاء الروح الإنسانية في التعاملات الصماء لتبث الإبداع في العمل .. ووجدت بذرة ذلك في حزب العدل .
من سمات شخصيتي أنك تملكني بودك , فيكفيني ود الإنسان كي أكون له صديقا مُخلصا ..و إن لم أعلن ذلك كلاميا فستعلنه المواقف العملية لاحقا.. و هذا الود وجدت جوانب متعددة له في حزب العدل و من أعضائه .
أستطيع أن أسرد قائمة من المواقف .. وقائمة من الأشخاص تدل على حديثي ذلك , لكن لأن القائمة تطول و النسيان آفة الإنسان .. فسأكتفي بالقول أن في خلال هذه الفترة القصيرة مررت بعشرات المواقف و قابلت عشرات الأشخاص ..كان اللقاء الأول بيننا كمعرفة سنين طويلة ,
قد يكون ذلك لأن الحزب وسطي في الأساس فإجتذابه للمعتدلين من الناس أمر بديهي , و قد يكون لأن الحزب لم يغفل الأخلاق والقيم المجتمعية في مبادئه فكان ذلك إنعكاسا لتلك المبادئ , و بالتأكيد أيضا لأنه مثلي .. دخل هذا الحزب بأهداف راقية و سامية , في ظلها يرتقي الإنسان ليزيل عن نفسه دنس دنيا الجسد و يسمو إلى جمال روح الإنسانية..
وما أشبه اليوم و المكان .. بأيام الثورة و الميدان , فما حدث هناك – في الميدان – كان تجلّي لهذه الروح الطيبة الراقية , عندما تتجمع الملايين من أجل هدف راقي ليصبح الرقي سمتهم جميعا , و بعضهم كانت سمة جديدة عليه لم يمارسها من قبل , هذه الروح لا أجدها في مكان الآن إلا قليلا .. وأجدها جليّة في حزب العدل ومع أعضائه .. لأن أهداف الميدان هي نفسها أهداف الحزب
بناء مصر بعيدا عن الصراعات - التي لم تعرف مكانا لها في الميدان - .. لنصل إلى كرامة و حرية و عدالة إجتماعية . و بالتالي تقدم و إزدهار .
و إنطلاقا من هذه الروح الجليّة , والبذرة الآخذة في النمو.. أتمني أن نحافظ و ننمي تجربة الحزب الإنسانية .. لتكن ناجحة و سابقة كنجاح وسبق التجربة السياسية و الحزبية ,, فهي ليست أقل منها أهمية .
أتمني أن يكون الود سمة التعامل بيننا وبين محاورينا , و أن يكون الإيثار عنوان تعاملاتنا , و أن يكون التجرد و إعلاء مصلحة مصر و الحزب على مصالح الفرد الضيقة ميثاق و عهد علينا , و أن يسعي صاحب الكلمة في الحزب لإعطاء قوة كلمته إلى أصحاب الكلمات الأخفض صوتا , ليجعل لها أذناً صاغيّة ,

إن إنتصار التجربة الإنسانية في حزب العدل سيكون إنتصارا للثورة و مبادئها .. فاستمروا على طريق الثورة و لا تحيدوا عنه .. من أجل مصر و من أجل أرواح الشهداء

0 التعليقات:

إرسال تعليق