الأربعاء، ٢٧ يوليو ٢٠١١

حزب العدل.. ومضات فى الطريق

بقلم / مصطفى النجار 

   فى يوم الأحد 26 يونيو 2011 اعلنت لجنة الاحزاب موافقتها الرسمية على تأسيس حزب العدل ليكون أول حزب شبابى يخرج من رحم الثورة ، ولكن لم تكن البداية فى هذا اليوم بل كانت قبل ذلك ، حين صمم شباب مصرى مخلص على أن يغير وجه السياسة فى مصر ويرفض كل الكلاسيكيات ويكسر كل التابوهات ويتحدى كل المعوقات ليقدم تجربة جديدة للعمل السياسى فى مصر
صمم هؤلاء الشباب على أن يقتربوا من الناس ويعرفوا همومهم ويتفاعلون معها، لأنهم يؤمنون بقيمة الإنسان وأنه محور النهضة ، لذا كان الشارع مكانهم المحبب لأنهم يجدون فيه أحلامهم لهذا الوطن ويستطيعون ان يجعلونها واقعا لا خيال

وفى فترة وجيزة فرض شباب العدل وجودهم على الجميع ، بعطاءهم وبذلهم ووعيهم ووسطيتهم التى تعبر عن القطاع الأكبر من المصريين ، التزموا بثوريتهم ونضالهم من اجل استكمال مطالب الثورة وفى نفس الوقت انطلقوا فى مسار البناء والاقتراب من هموم الناس ومعايشتهم ، انطلقت قوافلهم الطبية لتعالج ألاف المصريين الذين يعانون من نقص الخدمات الطبية ، أقاموا أسواقا بأسعار مخفضة ليستطيع الفقراء مواجهة شدة الغلاء وارتفاع الأسعار ، خططوا لمشاريع تنموية تعنى بتطوير العشوائيات واعادة الحياة الأدمية لها وتفاعل معهم الكثيرون لما رأوه من جهد منهجى ورؤية واضحة

انطلقت جولاتهم فى شوارع مصر وقراها لا لتروج لحزبهم ، ولكن لتسمع صوت المصريين وتشاركهم همومهم واحلامهم لهذا الوطن ، يراهم الناس فى النوادى الراقية كما يرونهم فى أفقر مناطق مصر ، يراهم الناس على شاشات الفضائيات وكذلك يرونهم بينهم فى الشارع يعملون ما يقولون  ويدعون بما يؤمنون به من قيم وأفكار ومبادىء
ما زال الكثيرون يستغربون من هذا الحزب ويسألون عن رأسه ، ولكنهم وجدوا أن كل عضو فى هذا الحزب هو رأسه ورسوله وحامل مبادئه ومتحدث باسمه بالفعل لا بالكلام

أنجز الحزب على المستوى السياسى الكثير فقد أصبح أحد الأحزاب الرئيسية والهامة فى المشهد السياسى بعد الثورة واتسمت ارائه ومواقفه بالاعتدال والتوسط الذى يجمع عليه جميع المحللون السياسيون والمتابعين لمسيرة الحزب ، لم يندفع الحزب لاتخاذ مواقف راديكالية بلا تعقل ، ولم يتأخر يوما عن الاقدام فى الوقت الذى يحتاج التقدم ورفع حدة الصوت وصرامة الموقف ، لم يتغير خط الحزب منذ انطلاقه ، بل مضت مواقفه فى خط مستقيم لم يتغير بمزايدات البعض ولم يتأثر بما يصنعه البعض من فرقعات غير منطقية ومكاسب لحظية ، ولذلك يترسخ كل يوم عند المصريين معنى الوسطية التى يتبناها حزب العدل فى رؤيته ومنهجه

لم يحظ أى حزب بهذا الكم الهائل من الشائعات ومحاولات تشويه الصورة ، ولكن أفادنا هؤلاء وروجوا لنا أكثر وأكثر ، حين انشغلوا بالهدم وانشغلنا نحن بالبناء ، قتقدمنا وتراجعوا ، وتوحدنا وتفرقوا ، واكتسبنا مصداقية أكبر وتهاوت مصداقيتهم بين الناس

انجز الحزب على المستوى التنظيمى الكثير والكثير ، بدءا من تشكيل مكاتب للحزب فى أغلب محافظات مصر ، و تشكيل اللجان النوعية والمكاتب المتخصصة المركزية على مستوى الحزب مثل التدريب والتثقيف والتنمية المجتمعية والاعلام والعلاقات العامة وغيرها ثم انتقل الحزب الى تشكيل لجنة عليا مؤقتة يمثل فيها ممثلى المحافظات وممثلى اللجان النوعية والمكاتب المتخصصة لينتقل الحزب الى مرحلة الشراكة الكاملة فى اتخاذ القرار خلال الفترة المؤقتة التى ستنتهى بعد عدة شهور قليلة ليقدم الحزب نموذجا رائعا للديموقراطية الداخلية عبر عمل انتخابات على جميع مستويات الحزب بلا استثناء ستتم بعد ان يكتمل تأسيس الحزب ويبرز خلال الفترة المؤقتة أصحاب العطاء والمتميزين الذين يستطيع الاعضاء اختيارهم ليقودوا الحزب فى السنوات القادمة


دارت ماكينة العمل داخل الحزب ، واختلفت وجهات النظر كطبيعة أى عمل جماعى ، ولكن ساد الاحترام فى الاختلاف ، الذى لم يكن الا بحثا عن المصلحة العامة وأملا فى الأداء الأفضل ، كل من انصهر داخل بوتقة العمل الجماعى شعر بهذه المتعة الحقيقية وأصبح يشعر بقيمة جهده وعطاءه ، وهو يراه بسمات رائعة  ودعوات مخلصة من قلوب الناس ، تركنا النضال الالكترونى لأرباب الكلام وذهبنا الى ساحات الاختبار الحقيقى و محكات التمايز بين من يريد العمل ومن يريد التنظيرو المزايدة ، مثل الشجرة الطيبة التى تنفض عنها أوراقها اليابسة لتتجدد الروح ويعلوا الأمل بموجات لا تتوقف من الزهور اليانعة التى تتفتح كل يوم فى حزب العدل وتلحق بقطار البناء الذى غادر محطته ولن يتوقف

امتلك الجميع القدرة الدائمة على المصارحة والمكاشفة والاعتراف بالخطأ ان وجد ، ولذلك ستدمع عينك حين ترى جو الحب والود والارتباط النفسى والعاطفى الذى صار يربط بين شباب حزب العدل الذين عملوا معا وسهروا واجتهدوا وتحملوا الصعاب من أجل نجاح المشروع وكلهم ينكرون ذواتهم

سيتساقط عن دربنا كل أصحاب المصالح الشخصية والأهواء النفعية وكل من لم يفهم رسالتنا وكل متعجل لم يتعمق بداخله مفهوم الوسطية وتراكم العطاء ، سيتساقط عن دربنا اهل الكلام والجدال ، وسيبقى أهل البذل والأفعال  ،وسيثبت أصحاب الطاقات النفسية العالية التى تعرف ان الطريق طويل ويحتاج للتدرج والثبات النفسى بينما سيسقط كل من يعانى من المراهقة النفسية والرعونة العاطفية

صدرنا واسع لمن ينتقدنا لنحسن أداءنا ونقوم مسارنا ، لن يرفض أى عضو بحزب العدل أن يراجعه أى انسان ويشير عليه بما هو أصلح ، سنشكر من ينصحنا وسنرحب بمن ينتقدنا قبل من يمدحنا ، سنمتلك الشجاعة الكافية لتصحيح الأخطاء ان وجدت وسنسمع للجميع ، وسيتأكد للناس – يوما بعد يوم – كم هى راسخة أخلاقنا وكم هى متأصلة سماحتنا

لا ندعى الكمال ولكننا ندرك أننا جنين خرج لتوه للحياة وسيحبوا ويقف ويقع ويقف ليواصل السير ويتعلم كيف يعيش ، لذا فلن نجلد الذات ولن نستعجل الخطوات ، وسيترسخ بناؤنا مع كل خطوة من خطانا وستنضج رؤيتنا مع كل تجربة فعلية نمارسها على الأرض
نعد المصريين بما هو أفضل ، نستعد لمعركة الانتخابات القادمة التى سنفاجىء فيها الجميع بكوادرنا ورموزنا الشابة والواعدة والتى ستخوض الانتخابات بروح مختلفة وبأساليب مبتكرة تعكس ثقافة جيلنا الثورية

بابنا مفتوح للجميع ، لا نريد عضويات ورقية ، بل نريد عضويات فاعلة ومنتجة ، لا مكان بيننا لمتكاسل ، ميدان العمل هو الفيصل والتجربة خير برهان ، عندنا من اليقين ما يكفى لنقول أن مستقبل مصر القادم هو الأفضل بنا وبكل المخلصين غيرنا ...العدل هو الأمل

الثلاثاء، ١٩ يوليو ٢٠١١

سيريالية ميدان التحرير

قد نرى و قد لا نرى ما في السيرياليه من جمال، ولكننا لن نستطيع أن ننفى عن السيرياليه صفتها الفنيه، فهي إن شئنا أو أبينا نوع من أنواع الفنون التي قد تصل قيمتها لدي البعض الى ملايين الجنيهات، وقد يراها البعض الأخر فن تفاهه و خطوط فنيه عشوائية، ولكننا سنتفق على أنها فــن.. وكل فوله بقى و ليها كيال.

وجدت نفسي في أحد أيام الأسبوع الماضي مشاركاً في لوحه سيرياليه غريبة في ميدان التحرير تتناغم فيها خطوط الأسلحة البيضاء لبعض البلطجيه مع دروع من ألواح خشبيه لرجال اللجان الشعبيه على مدخل طلعت حرب، يعلوهم أحد الشباب فوق إحدى المنصات يهتف مهددا اياهم بمحكمة ستنصب لهم في الميدان و مطالبا برأس المخلوع، في حين يدخل البعض الاخر الى الميدان بعد أن يتم تفتيشه جيدا غير مهتم بما يحدث، و يعلو صوت الدي جي ف الخلف بأغنية.. يا حبيبتي يا مصر يا مصر.. كخلفيه موسيقيه لكل تلك الخطوط السيرياليه..

بدأت افقد توازني العقلي و مش فاهم أي حاجه.. انا مش عارفني .. انا مش أنا.

و بعد لحظات من هدوء الموقف .. صعدت إحدى العمارات لألقي نظرة على ميدان التحرير لأجد خيام، مظله، تأمين، متظاهرين، هتافات، باعة جائلين، أطفال.. أعلام مصر، رسومات عملاقة على الأرض و جرافيتي على الحوائط، معتصمين يغطون في سبات عميق من التعب و الإجهاد.

توقفت لحظات لأسأل نفسي.. هو ده حلو ولا وحش؟

وبدأت في العوده لبعض الصور الذهنيه في عقلي لدماء، جمال و خيول، سيارات متفحمه، قناصه، مصابين، كر وفر.. جثث و مصابين يمينا و يسارا، خوذات سوداء، أدخنه، نيرات ومولوتوف.. لأجد أني اؤكد لنفسي فكرة أن شكل الميدان حلو جدا دلوقتي، ولكنه يحتاج الى بعض المنطق في التحليل.

فلن تستطع ان تتفهم سبب إن شكل الناس في الميدان بقى مريب، الا إذا افترشت الرصيف و نمت كأحد أطفال الشوارع لمده ثلاث أو أربعة أيام، لن تستطع ان تتفهم ان بعض الناس لابسين فانلات و مش نضيفه الا اذا أحسست تلك الحرارة التي يطلقها اسفلت الميدان ليلا مصحوبة برطوبه سافله.

لن تستطع ان تحس ما في سيريالية ميدان التحرير من فن.. الا اذا راجعت ما في جعبتك من مطالب لتجد أن اياً منها لم يتم تنفيذه.. و أن ما يتم هو الألتفاف حولها.

قد نختلف على شكل ميدان التحرير الان.. ولكننا لن نختلف على ان من بالميدان يبنون المجد لنا و لوطننا، يحاولون قدر إستطاعتهم أن يبدأوا البناء الان، حتى يجنوا ثمرته قريبا ليستمتعوا به.. و حتى لا يصلوا الى تلك اللحظه التي لن يجدوا فيها ما يقال سوى "لقد هرمنا".

لن تستطع ان ترى ما في ميدان التحرير من قوة و جمال دون تتوغل به لتحضر تلك الندوات اللي تناقش أليات التغيير و المشاريع التنمويه و حتى تلك الندوات التي تعمل على الحديث عن الأحلام و الأماني بصوت عال.

لن تستطع ان ترى ما في ميدان التحرير من جمال الا اذا نظرت الى عين أحد اطقال الشوارع سعيداً بتقاسمك رصيف الشارع نائما معه لتحس نفس إحساسه الناتج عن تجني المجتمع عليه و ظلمه له.

لن تستطع أن ترى ما في اللوجه الميدانيه من جمال إلا اذا اكتشفت ان الكثيرين به قد قاربت نقودهم على النفاذ فيتقاسمون ما لديهم من طعام و شراب.

لن تستطع ان تدافع عن ميدان التحرير ضد المندسين و البلطجيه و فلول النظام البائد و المجلس العسكري و منصور العيسوي و كل تلك القوى، الا اذا كنت مؤمنا فعلاً بقضيه لن تحيد عنها و لن تتخلى عنها الا شهيدا في سبيلها.

قد تكون الخطوط الفنية في الميدان عشوائية لكنها فعلا فنيه.. ولن تستطع ان تتفهم ما بتلك اللوحه السيرياليه من فن الا اذا شاركت في رسم احد الخطوط بها.

شارك الأن لتفهم.. أو أصمت للأبد

الجمعة، ١ يوليو ٢٠١١

ما جعلنى ادخل حزب سياسى ؟؟!! و لماذا حزب العدل؟؟

بقلم/رامى أيمن

ما جعلنى أدخل حزب سياسى؟؟

ما جعلنى ان اشارك فى حزب سياسى هو إيمانى بمبدأ تعلمته منذ الصغر

و هو ( المشاركة خير من المشاهدة ) فالمشاركة فى المباراة على ارض الملعب خير من المشاهدة من على دكة البدلاء

و هذا هو نفس المبدأ الذى كان بدوره جعلنى اشارك فى مرحلة التغيير

فلماذا اشاهد التغيير و هو يحدث امام عينى و لم اشارك فى هذا التغيير

فلماذا اشاهد صناعة القرار السياسى امام عينى و لم اشارك فى صناعة هذا القرار.... لذلك قررت ان دخولى و مشاركتى فى حزب سياسى ليست رفاهية انما واجب حتمى


لماذا اخترت حزب العدل خصيصا عن باقى الاحزاب؟؟

وجدت ان حزب العدل هو حزب وليد للثورة هدفه تحقيق مكتسبات الثورة و الحفاظ عليها
كنت ابحث عن حزب افكار و مبادئ و ليس حزب فلان او فلان و هذا ما وجدته فى حزب العدل
كنت ابحث عن الوسطية و الاعتدال... حرية الاعتقاد الدينى...الاختلاف فى الرأى و قبول الرأى الاخر وهم جميعا احدى اساسيات الحزب
وجدت ان حزب العدل هو حزب وليد للثورة هدفه تحقيق مكتسبات الثورة و الحفاظ عليها و وجدت ايضا انه مزيج بين نشاط الشباب و حبوبتهم
و بين خبرة الكبار و حكمتهم ..علاوة على ذلك انه حزب ليس فيه رجل أعمال يرعاه ولا عائلة تسيطر عليهولا تيار معين له أتجاهات أو نزاعات
لذلك كان يقينى أن حزب العدل هو الأمل


لذا قررت انا / رامى أيمن ان اكون جزء من حزب العدل جزء من هذا الكيان السياسى الذى يرى ان تحقيق ذاته سيكون من خلال المجتمع

و ليس من خلال اى شئ اخر كما تفعل باقى الاحزاب...اكون جزء من هذا الكيان له حقوق تجاهى و لى واجبات تجاهه.

وهذا اقرار منى بذلك


أخبرني من تُرشح في الإنتخابات ..لأعرف من أنت !

بقلم / علياء الشبراوي

أأسف للإطالة مقدماً
شاءت الأقدار إن يكون على نفس رحلة العودة من لندن الأستاذ الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح لرئاسة الجمهورية, والحقيقة إن الراجل ده أنا باكنله كل تقدير و إحترام ,وتواضعه في التعامل مع الناس لما شفته عالحقيقة زود من المشاعر دي, المهم إن طول الرحلة عمالة أقول لأختي أنا عايزة أروح أسلم عالدكتور بس بيمنعني حيائي الشديد و خصوصا إني بعتبره في بعض الأحيان تعدي على مساحة الرجل الشخصية. المهم نزلنا في مطار القاهرة وإحنا واقفين في طابور الجوازات كان الدكتور واقف بعدي بصفين, فقلت لأختي طب أروح أسلم عليه دلوقتي؟ قالتلي روحي يا بنتي فا لقيت السيدة اللي واقفة قدامنا في الطابور محجبة و وشها كله سماحة إلتفتت و بصتلي و قالتلي على فكرة الدكتور متواضع جدا, هيحب إنك تسلمي عليه. قلتلها: أيوة أنا عارفة أنا الحقيقة بحترمه و بعزه جدا, قالتلي ده هوا قمة في الإحترام وكان يحب يقف معانا في الطابور بس هوا عنده مؤتمر مستعجل عليه عشان كده مش واقف معانا في نفس الطابور, إستغربت قلت مؤتمر إيه اللي شغال الساعة 11 بالليل ده؟ المهم عدت لحظة صمت كده و بعدين لقيت السيدة إلتفتتلي تاني و قالتلي: إنتي بترشحي مين بقى في الرئاسة؟ شكلك بترشحي البرادعي! قلتلها : أنا فعلا برشح البرادعي بس هوا يعني إيه "شكلك" بترشحي البرادعي؟ هل فيه صفه مظهرية معينة بتقول إني من مؤيدي فلان و مش مؤيدين علان؟! المهم تجاهلت سؤالي و قالتلي: طب بترشحي البرادعي إزاي و بتحبي عبد المنعم أبو الفتوح؟ قلتلها الإتنين مايتعارضوش, مش لازم عشان أكون مؤيدة لرؤية البرادعي أبقى بشتم في باقى المرشحين. قالتلي : بس مش شايفة إنهم عكس بعض شوية؟ قلتلها: عكس بعض إزاي يعني؟ قالتلي يعني (سكتت شوية و فهمت إنها إن أبو الفتوح عايزها إسلامية و البرادعي لأ مع إختلاف التعريفات من شخص لاخر) و عشان أنا مش محجبة فقالتلي: إنتي عايشة في إنجلترا؟ قلتلها لأ أنا عايشة في مصر. قالتلي أصل أنا عايشة في إنجلترا و ماحبش مصر تبقى زي إنجلترا! قلتلها يعني حضرتك شايفة إن البرادعي لو مسك هيخلي مصر زي إنجلترا؟ سكتت! قلتلها عموما مصر أكبر و أعظم من إنها تتحول لنسخة من بلد تانية مهما كانت قوتها. هي حست إني مش هجيبها لبر فقررت إنها ماتكملش نقاش و قالتلي معاكي حق مليئة بالشك و راحت باصة قدامها! المهم إن إحنا بعد ما خلصنا و طلعنا برة بوابة المطار لقيت شباب مايعدوش ال100 متجمعين ماسكين بوسترات عليها صورة الدكتور و هتافات من نوع لو عايز مصر ترجع لعزتها إنتخب الدكتور أبو الفتوح و تزاحم و تدافع شديد جدا حوالين الراجل و كاميرات و رغي خلت الراجل يوصل للعربية بعدها بساعة بدل 5 دقايق!

الحقيقة إن الكام مشهد دول خلوني أفكر في حاجات كتير
أولا: لا زالت ثقافة الاّخر غير موجودة, التأييد لمرشح معناه إن مفيش غيره و أي حد غيره وحش! و ده بيخلق الصراعات و الإستقطاب الشرس اللي إحنا شايفين عينات منه دلوقتي سواء في الإستفتاء أو الدستور أولا واللي لسه هيشتعل في إنتخابات الرئاسة لما كل واحد يقعد يبجل في مرشحه و يشتم في التاني! و الحقيقة إن الموضوع ده بيعلي صوت الطرفين لمرحلة الصراخ دون الوصول الحقيقي لتفاهم أو لتعايش مشترك على الأقل! إنت مش زيي يبقى إنت غير ملكش حق في الوجود!!
ثانيا: لا زال البرادعي مترسخ في أذهان المصريين إنه عايز دوله علمانية, و رغم إن الست مقالتهاش صراحة بس هي شايفة إن البرادعي هيخلي مصر زي إنجلترا!
ثالثا: ثقافة المظاهر الغير مبررة في جميع جوانب و نواحي الحياة, دي محجبة تبقى مسلمة, دي مش محجبة تبقى مسيحية, ده راكب عربية اخر موديل يبقى إبن ناس, ده عربيته قديمة يبقى مش لاقي يجيب أحسن منها, ده دقنه طويله يبقى متدين ده معندوش شعرة في وشه يبقى علماني!! حتى أول ما تتعرف على حد يقولك إنت ساكن فين أو كنت في مدرسة إيه؟ عشان بناء على هذا الجواب هيحطك في شريحة ذهنية معينة في دماغك هيعتمد عليها شكل تعامله معاك بعدين!! ثقافة تعليب غريبة خلت كل واحد له شوية مواصفات معينة لو خرج عنها و حاول يسيب المستنسخين المعلبين أشباهه يبقى هوا الغريب فيهم! اللي أعرفه إن ربنا نفسه فرق بين الناس بالتقوى و العمل الصالح, والتقوى دي نيه بين البني ادم و ربنا عمرك ما هتعرفها, يبقى الدليل الوحيد هو العمل الصالح! هتقوللي ماهو أصلا مش من ديني هاقوللك يا سيدي هوا واحد إختار يبقى مسيحي و للا يهودي, هتحددله مصيره يا أخي؟؟ دانتا لما أهلك بيدخلوك كلية إنت مش حاببها بتقولهم ماتتحكموش في حياتي, إيش حال دين و مصير و ربنا بقى؟! يعني من الاّخر كده, أي حد بيحكم على حد لمجرد فكرة مسبقة في دماغه زي "ده مسيحي يبقى كافر" "ده علماني يبقى منحل" "دي مش محجبة تبقى مش محترمة" يبقى إنسان سطحي أقل ما يقال عنه. الناس تقاس بأفعالها لا بأيدولوجيات مسبقة سابقة التجهيز.
رابعا: و دي بناءا على نقطة 3, مش عايزين نبقى زي إنجلترا! طب نبقى زي إنجلترا في إيه؟؟ في اللبس و الناس شكلها عامل إزاي؟ هنرجع تاني للمظاهر؟؟ يعني مش مهم مصر تبقى زي إنجلترا في حرية التعبير عن الرأي. قالهالي سواق التاكسي الإنجليزي تعليقا عالثورة, قاللي إحنا في لندن بناخد حاجات بسيطة جدا زي حرية التعبير عن الرأي كأمر مسلم بيه, ماكناش نتخيل إن لسه أمور بسيطة زي دي بتعتبر رفاهيات الناس بتطالب بيها! بلاش حرية الرأي, في مرة كنت بتفرج على البي بي سي و كان أول خبر عنوان رئيسي عن مساءلة العائلة الملكية و مجموعة من الوزراء عن جزء من إنفاقاتهم و طياراتهم و رحلاتهم في فترة الركود الإقتصادي من سنتين و أكتر جهة إعلامية بنقول إنها الأكثر جيادا نزلت إنتقادات لاذعة في الأسرة الملكية و الوزراء مايجيش ربعها اللي إحنا بنطالب بيه مبارك! بلاش دي ولا دي, رحت زرت جامعة لندن و جرينتش عند قسم الدراسات الشرق أوسطية عشان أتكلم مع شباب عن الثورة المصرية واللي بيحصل في الشرق الأوسط عامة, أولا هناك الجامعات موجودة في أحسن موقع في البلد وسط الخضرة و بتطل على نهر الثايمز الشهير و حاجة أول ما تدخلها تتبسط كده ناهيك عن مستوى قاعات التدريس جوا و شكلها من جوا بدون النظر للمحتوى الدراسي اللي هوا أكيد أحسن من هنا حيث إن إحنا ماعندناش جامعة وحيدة مدرجة في أفضل 500 جامعة حول العالم!! يبقى إحنا بنتكلم في إيه؟؟!! بنتكلم في إن إحنا نضحي بكل ده من حرية رأي و تعليم و عدل في سبيل كام متر قماش زيادة نغطي بيه الشعب. مابقولش إن الشعب يقلع هدومه بس الشعب المصري أصلا التدين في طبعه و مش هيوصل للمرحلة دي بأي حال من الأحوال. ده غير إن تدين زائف باللبس مفروض عالناس هيؤدي للفساد وراء الأبواب المغلقة , يعني إنت لما هتخلي الناس تلبس لبس معين خلاص صلحت البلد و خليت الناس متكدبش و ماتغشش؟ ولا هوا مين فيهم الأهم؟ نلبسهم في الشارع و بعدين يعملوا اللي يعملوه!
خامسا: التهليل و التطبيل و التطجين والشعارات اللي بتخلق فراعين جديدة نرجع نشتكي من طغيهم بعدين و في أحيان كتير ممكن تكون النزعة دي مش جواه أصلا بس إحنا اللي بنزرعها و نرويها حتى و إن كان محتواها صحيح, أظن يعني كُلنا كَلنا و شبعنا و أسفة يعني رجعنا تطبيل و شعارات, مؤيد صحيح إشتغل, كلم ناس, إنشر فكر, إعمل حاجة, إنما تستنى واحد في المطارات ورافع شعارات و بتهلل عشان تخلق مشهد درامي مبالغ فيه؟! أظن لا إنت و لا هوا إستفدتوا غير شوية دوشة و زحمة بتأخره هوا واللي حواليه بدل الخمس دقايق ساعة!