الثلاثاء، ٢٧ سبتمبر ٢٠١١

فلنركب سفينة النجاة أو فلنغرق جميعا
بقلم / أيمن صبرى



أليست مصر هي الأغلبية الكاسحة الفقيرة التي ينهشها المرض والجهل؟
أليسوا هم من يستحقون الاهتمام ؟؟ أليسوا هم مصر الحقيقية ؟؟
كيف ينظر لهم السياسيون والنخب؟؟ هل هم مجرد أرقام تصويتية في الكشوف مهمتها إيصال السياسيين النبلاء المنمقين اصحاب البدل الشيك والوجوه الجميلة لمقاعد البرلمان ؟؟
هل يحسب لهم السياسيون أي قيمة بعد انقضاء الزفة الانتخابية؟؟
هل يراعي السياسيون رأي هذه الأغلبية صاحبة البشرة السمراء الكالحة التي انهكها المرض واضناها الجوع وهل يشكلون جزءا ولو بسيطا من اهتمامهم وبرامجهم ومجهودهم ؟؟
هل يقض منظر الجموع التي تسكن العشوائيات وتعيش في اكواخ الصفيح والأطفال الذين يأكلون كما تأكل الأنعام مضاجع النبلاء السياسيين؟؟
عندما يملأ هؤلاء الساسة الدنيا صراخا وضجيجا عن حق أهالي الشهداء وحقوق الضعفاء هل يصدقون فيما يقولون؟؟ ولو كانوا صادقين فماذا فعلوا للضعفاء والمقهورين ؟؟
لماذا قامت الثورة؟؟ وبأي شعارات ؟؟ ولماذا تفاعلت معها مصر المقهورة ؟؟ أليس لأنها وضعت هؤلاء المستضعفين في مقدمة أولوياتها ؟؟ وبعدما انفض المولد وتنحى المخلوع خلع الكثيرون منهم لباس التقوى وارتدوا لباس الدنيا والسلطة والشهوة في مشهد درامي مثير يسفر فيه الذئب عن وجهه القبيح؟؟
المشهد ببساطة شباب برئ نزل وواجه الظلم وحمل هموم الشعب وقاد الطليعة ...وشعب مطحون مظلوم رأى الحلم المنتظر وصدق شعارات النخب وتفاعل معها ...وسياسيون شارك بعضهم بأمانة واخلاص وفكر أكثرهم في الغنائم ولاح لهم بريق كرسي السلطة وباعوا الوطن والشعب في أول مفترق طرق.
في المقابل كيف ينظر هؤلاء المستضعفين والمقهورين والمغلوب على أمرهم ولا حيلة لهم لمجموعة السياسيين والمثقفين والنخب التي تتصدر المشهد الآن؟
ألا يقولون بل ويصرخون في وجوههم أين كلامكم المعسول؟؟ أين نحن من تحركاتكم ؟؟ أين حقوقنا ؟ أين صوتنا؟ لقد كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء.. لانريدكم فلتهنؤوا بمقاعدكم ومجلسكم وسلطتكم واتركونا لما نحن فيه من فقر وقهر ومرض واعلموا انكم لا قيمة لكم بدوننا ولن تهنأ عيشتكم دون استعادة حقوقنا ..ولن تصلوا لمآربكم دون موافقتنا ...أنتم يا من تطلون علينا بوجوهكم ليل نهار وتتحدثون عنا وكأنكم أولياء أمرنا والأوصياء على رأينا...تبرأنا منكم فلستم أهلا لذلك ...وصبرنا عليكم كثيرا لعلنا نرى منكم ما يروي ظمأنا فلم نجد سوى الاستكبار والاستعلاء وكأننا من طينة أدنى منكم..وليس ما حدث من مؤامرات واجهاض للثورة إلا نتيجة حتمية لأفعالكم المشؤومة ونسيانكم لنا وانشغالكم بما تحت أقدامكم ..فهل تفيقون من سكرتكم وتنتبهون أن لا أمل لكم سوى بالعودة إلى احضاننا ولامكان ولا منصب ولا سلطة إلا بموافقتنا ...هل تعلمتم الدرس أم تريدون درسا أكثر إيلاما ؟؟
لن نقول لكم ماذا تفعلوان فأنتم تدركون جيدا كيف السبيل لانقاذ وطننا..حكموا عقولكم وابنوا سفينة النجاة وادخلوا فيها كل من استطعتم من الشرفاء ...انسوا أنفسكم ولو للحظة وفكروا في أننا جميعا سيغرقنا الطوفان لو لم نركب السفينة

0 التعليقات:

إرسال تعليق