الجمعة، ١ يوليو ٢٠١١

أخبرني من تُرشح في الإنتخابات ..لأعرف من أنت !

بقلم / علياء الشبراوي

أأسف للإطالة مقدماً
شاءت الأقدار إن يكون على نفس رحلة العودة من لندن الأستاذ الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح لرئاسة الجمهورية, والحقيقة إن الراجل ده أنا باكنله كل تقدير و إحترام ,وتواضعه في التعامل مع الناس لما شفته عالحقيقة زود من المشاعر دي, المهم إن طول الرحلة عمالة أقول لأختي أنا عايزة أروح أسلم عالدكتور بس بيمنعني حيائي الشديد و خصوصا إني بعتبره في بعض الأحيان تعدي على مساحة الرجل الشخصية. المهم نزلنا في مطار القاهرة وإحنا واقفين في طابور الجوازات كان الدكتور واقف بعدي بصفين, فقلت لأختي طب أروح أسلم عليه دلوقتي؟ قالتلي روحي يا بنتي فا لقيت السيدة اللي واقفة قدامنا في الطابور محجبة و وشها كله سماحة إلتفتت و بصتلي و قالتلي على فكرة الدكتور متواضع جدا, هيحب إنك تسلمي عليه. قلتلها: أيوة أنا عارفة أنا الحقيقة بحترمه و بعزه جدا, قالتلي ده هوا قمة في الإحترام وكان يحب يقف معانا في الطابور بس هوا عنده مؤتمر مستعجل عليه عشان كده مش واقف معانا في نفس الطابور, إستغربت قلت مؤتمر إيه اللي شغال الساعة 11 بالليل ده؟ المهم عدت لحظة صمت كده و بعدين لقيت السيدة إلتفتتلي تاني و قالتلي: إنتي بترشحي مين بقى في الرئاسة؟ شكلك بترشحي البرادعي! قلتلها : أنا فعلا برشح البرادعي بس هوا يعني إيه "شكلك" بترشحي البرادعي؟ هل فيه صفه مظهرية معينة بتقول إني من مؤيدي فلان و مش مؤيدين علان؟! المهم تجاهلت سؤالي و قالتلي: طب بترشحي البرادعي إزاي و بتحبي عبد المنعم أبو الفتوح؟ قلتلها الإتنين مايتعارضوش, مش لازم عشان أكون مؤيدة لرؤية البرادعي أبقى بشتم في باقى المرشحين. قالتلي : بس مش شايفة إنهم عكس بعض شوية؟ قلتلها: عكس بعض إزاي يعني؟ قالتلي يعني (سكتت شوية و فهمت إنها إن أبو الفتوح عايزها إسلامية و البرادعي لأ مع إختلاف التعريفات من شخص لاخر) و عشان أنا مش محجبة فقالتلي: إنتي عايشة في إنجلترا؟ قلتلها لأ أنا عايشة في مصر. قالتلي أصل أنا عايشة في إنجلترا و ماحبش مصر تبقى زي إنجلترا! قلتلها يعني حضرتك شايفة إن البرادعي لو مسك هيخلي مصر زي إنجلترا؟ سكتت! قلتلها عموما مصر أكبر و أعظم من إنها تتحول لنسخة من بلد تانية مهما كانت قوتها. هي حست إني مش هجيبها لبر فقررت إنها ماتكملش نقاش و قالتلي معاكي حق مليئة بالشك و راحت باصة قدامها! المهم إن إحنا بعد ما خلصنا و طلعنا برة بوابة المطار لقيت شباب مايعدوش ال100 متجمعين ماسكين بوسترات عليها صورة الدكتور و هتافات من نوع لو عايز مصر ترجع لعزتها إنتخب الدكتور أبو الفتوح و تزاحم و تدافع شديد جدا حوالين الراجل و كاميرات و رغي خلت الراجل يوصل للعربية بعدها بساعة بدل 5 دقايق!

الحقيقة إن الكام مشهد دول خلوني أفكر في حاجات كتير
أولا: لا زالت ثقافة الاّخر غير موجودة, التأييد لمرشح معناه إن مفيش غيره و أي حد غيره وحش! و ده بيخلق الصراعات و الإستقطاب الشرس اللي إحنا شايفين عينات منه دلوقتي سواء في الإستفتاء أو الدستور أولا واللي لسه هيشتعل في إنتخابات الرئاسة لما كل واحد يقعد يبجل في مرشحه و يشتم في التاني! و الحقيقة إن الموضوع ده بيعلي صوت الطرفين لمرحلة الصراخ دون الوصول الحقيقي لتفاهم أو لتعايش مشترك على الأقل! إنت مش زيي يبقى إنت غير ملكش حق في الوجود!!
ثانيا: لا زال البرادعي مترسخ في أذهان المصريين إنه عايز دوله علمانية, و رغم إن الست مقالتهاش صراحة بس هي شايفة إن البرادعي هيخلي مصر زي إنجلترا!
ثالثا: ثقافة المظاهر الغير مبررة في جميع جوانب و نواحي الحياة, دي محجبة تبقى مسلمة, دي مش محجبة تبقى مسيحية, ده راكب عربية اخر موديل يبقى إبن ناس, ده عربيته قديمة يبقى مش لاقي يجيب أحسن منها, ده دقنه طويله يبقى متدين ده معندوش شعرة في وشه يبقى علماني!! حتى أول ما تتعرف على حد يقولك إنت ساكن فين أو كنت في مدرسة إيه؟ عشان بناء على هذا الجواب هيحطك في شريحة ذهنية معينة في دماغك هيعتمد عليها شكل تعامله معاك بعدين!! ثقافة تعليب غريبة خلت كل واحد له شوية مواصفات معينة لو خرج عنها و حاول يسيب المستنسخين المعلبين أشباهه يبقى هوا الغريب فيهم! اللي أعرفه إن ربنا نفسه فرق بين الناس بالتقوى و العمل الصالح, والتقوى دي نيه بين البني ادم و ربنا عمرك ما هتعرفها, يبقى الدليل الوحيد هو العمل الصالح! هتقوللي ماهو أصلا مش من ديني هاقوللك يا سيدي هوا واحد إختار يبقى مسيحي و للا يهودي, هتحددله مصيره يا أخي؟؟ دانتا لما أهلك بيدخلوك كلية إنت مش حاببها بتقولهم ماتتحكموش في حياتي, إيش حال دين و مصير و ربنا بقى؟! يعني من الاّخر كده, أي حد بيحكم على حد لمجرد فكرة مسبقة في دماغه زي "ده مسيحي يبقى كافر" "ده علماني يبقى منحل" "دي مش محجبة تبقى مش محترمة" يبقى إنسان سطحي أقل ما يقال عنه. الناس تقاس بأفعالها لا بأيدولوجيات مسبقة سابقة التجهيز.
رابعا: و دي بناءا على نقطة 3, مش عايزين نبقى زي إنجلترا! طب نبقى زي إنجلترا في إيه؟؟ في اللبس و الناس شكلها عامل إزاي؟ هنرجع تاني للمظاهر؟؟ يعني مش مهم مصر تبقى زي إنجلترا في حرية التعبير عن الرأي. قالهالي سواق التاكسي الإنجليزي تعليقا عالثورة, قاللي إحنا في لندن بناخد حاجات بسيطة جدا زي حرية التعبير عن الرأي كأمر مسلم بيه, ماكناش نتخيل إن لسه أمور بسيطة زي دي بتعتبر رفاهيات الناس بتطالب بيها! بلاش حرية الرأي, في مرة كنت بتفرج على البي بي سي و كان أول خبر عنوان رئيسي عن مساءلة العائلة الملكية و مجموعة من الوزراء عن جزء من إنفاقاتهم و طياراتهم و رحلاتهم في فترة الركود الإقتصادي من سنتين و أكتر جهة إعلامية بنقول إنها الأكثر جيادا نزلت إنتقادات لاذعة في الأسرة الملكية و الوزراء مايجيش ربعها اللي إحنا بنطالب بيه مبارك! بلاش دي ولا دي, رحت زرت جامعة لندن و جرينتش عند قسم الدراسات الشرق أوسطية عشان أتكلم مع شباب عن الثورة المصرية واللي بيحصل في الشرق الأوسط عامة, أولا هناك الجامعات موجودة في أحسن موقع في البلد وسط الخضرة و بتطل على نهر الثايمز الشهير و حاجة أول ما تدخلها تتبسط كده ناهيك عن مستوى قاعات التدريس جوا و شكلها من جوا بدون النظر للمحتوى الدراسي اللي هوا أكيد أحسن من هنا حيث إن إحنا ماعندناش جامعة وحيدة مدرجة في أفضل 500 جامعة حول العالم!! يبقى إحنا بنتكلم في إيه؟؟!! بنتكلم في إن إحنا نضحي بكل ده من حرية رأي و تعليم و عدل في سبيل كام متر قماش زيادة نغطي بيه الشعب. مابقولش إن الشعب يقلع هدومه بس الشعب المصري أصلا التدين في طبعه و مش هيوصل للمرحلة دي بأي حال من الأحوال. ده غير إن تدين زائف باللبس مفروض عالناس هيؤدي للفساد وراء الأبواب المغلقة , يعني إنت لما هتخلي الناس تلبس لبس معين خلاص صلحت البلد و خليت الناس متكدبش و ماتغشش؟ ولا هوا مين فيهم الأهم؟ نلبسهم في الشارع و بعدين يعملوا اللي يعملوه!
خامسا: التهليل و التطبيل و التطجين والشعارات اللي بتخلق فراعين جديدة نرجع نشتكي من طغيهم بعدين و في أحيان كتير ممكن تكون النزعة دي مش جواه أصلا بس إحنا اللي بنزرعها و نرويها حتى و إن كان محتواها صحيح, أظن يعني كُلنا كَلنا و شبعنا و أسفة يعني رجعنا تطبيل و شعارات, مؤيد صحيح إشتغل, كلم ناس, إنشر فكر, إعمل حاجة, إنما تستنى واحد في المطارات ورافع شعارات و بتهلل عشان تخلق مشهد درامي مبالغ فيه؟! أظن لا إنت و لا هوا إستفدتوا غير شوية دوشة و زحمة بتأخره هوا واللي حواليه بدل الخمس دقايق ساعة!

0 التعليقات:

إرسال تعليق