الجمعة، ٥ أغسطس ٢٠١١

د.أحمد شكري يكتب : كشف حساب لحزب العدل

كشف حساب لحزب العدل

وقفة مع النفس, و نظرة علي ما تحقق, لكي نحاسب أنفسنا و نواصل البناء بقلوب ثابتة, و نوايا صافية و عقول باصرة و أيادي زاهدة و أبصار لمستقبلها ناظرة.

حزب العدل هو أول حزب بعد الثورة ذو مرجعية دستورية يحصل علي موافقة لجنة الأحزاب و التصريح بالممارسة, و في وقت قياسي من الفكرة إلي التأسيس في أربعة اشهر.

تمكن شباب و رجال و نساء العدل أن يجمعوا أكثر من ٥٨٠٠ توكيل من ٢٤ محافظة في هذا الزمن القياسي, حزب العدل صاحب سبق في متوسط أعمار المؤسسين, فمتوسط أعمار الوكلاء المؤسسين أقل من 30 عاما و هذا إن لم يكن إنجاز علي مستوي العالم فهو بالتأكيد حدث في الحياة السياسية المصرية و يحسب بالأساس للثورة المصرية.

إستطاع حزب العدل أن يرسخ مبادئ سياسية, أمن بها مؤسسوه و حلموا بتطبيقها, في ظل كل هذه الأحداث و هذا الإستقطاب, ترتكز علي المعاني الوسطية و البناء و عدم الإقصاء و بداية تيار نهضة للبلاد.

دخل حزب العدل ليؤسس لتيار وسطي متجاوز للأيدولوجية الجامدة, يرسخ للدولة المدنية الحديثة, دولة القانون و المواطنه الغير منقوصة, متصالح مع الدين في ظل مؤسسات دينية مستقلة و حرة.

مفهوم البناء في السياسة, و هو أننا نعمل في السياسة لبناء مصرنا أجمعين, نضع أيدينا في يد كل مصري شريف دون إقصاء و لا تخوين للآخر دون إدعاء معرفة الحقيقية المطلقة و لا الحقائق التي لاتتبدل, نسعي للبناء و لا نسعي لهدم الأخر أو محاربته أو حتي نهميشه, مؤمنين بأهمية المرحلة, متحملين المسؤلية, فاهمين لمعني التوافق, الذي عجز الكثيرين عن فهمه و حتمية التمثيل للجميع في المجالس المحلية و التشريعية و السلطات التنفيذية, لأننا في وطن واحد خرج من التحرير إلي التحرير.

يؤمن حزب العدل بأن الحزب هو الذراع السياسي لتيار النهضة و أن العمل العام فريضة علي كل مواطن و أن المشاركة السياسة و الاجتماعية واجبة علي كل فرد ما حيي، و يرسخ ذلك من خلال ممارسة التنمية المجتمعية من خلال أعضائة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني المختلفة, متحركين في الشوارع و أذقة البيوت مبشرين بمصر الجديدة, رافعين هموم الناس مشاركين في حلها.

كان لابد في ظل الظروف التي نشأت فيها الاحزاب القديمة و الحالة الأمنية التي أدت الي إختراق معظم الاحزاب المصرية إن لم يكن كلها أن ينشأ فراغ سياسي في ظل تجريف البيئة السياسية المصرية عبر عشرات السنين و التباعد الجيلي و غياب الرؤية التي تستوعب طاقات الشباب و أحلامهم لما بعد الثورة, تعين علينا ان نخوض المعركة أملين و واثقين أن نقدم تجربة جديدة تستطيع أن تملأ هذا الفراغ و تبني علي أرض صلبة و جديدة, تشق طريقها وسط كل هذا الزخم السياسي و الصخب الإعلامي و تطلق موجة جديدة تغسل المشهد السياسي و تجرف من أفسدوه و تؤسس لنهر الوسطية المصرية بين الإستقطاب الإسلامي الليبرالي.

علي الأرض, حزب العدل أصبح الآن متواجد في أكثر من ٢٤ محافظة و لديه 10 مقرات يتحرك شبابه علي الارض بالتوازي في عشرات المناطق, ما بين نشاط مجتمعي و توعوي و تعريف بالحزب, و العمل السياسي في الميادين و المؤتمرات الجماهيرية.

يتمتع الحزب بتنظيم مميز عن باقي الاحزاب فقد استطاع حزب العدل علي مستوي التنظيم أن يقدم الجديد للحياة السياسية المصرية.

أولا اللجنة الإستشارية, و تتكون من قامات في السياسة و الاقتصاد و الفكر و السياسة و الادب, ليسوا أعضاء في الحزب و إنما يمثلون مرجعية للحزب و قامات يحتذي بها, يوجهان القبلة إن حدنا عن فكرة الوسطية و التعادلية التي يتبناها الحزب كمرجعية.

ليسو اعضاء كي يحرروا فكريا من التنظيم الحزبي و يستطيعوا أن ينظروا نظرة من الخارج علي الحزب كي يصححوا المسار إن ضللنا, ليسوا أعضاء لأن منهم من لديه مانع وظيفي أو من الأولي أن نحافظ عليه كي يظل ملكا لمصر كلها, و انما بلا شك أن كل هؤلاء وجدوا في هذه التجربة ما يستحق أن يدعمونه بفكرهم و وقتهم و نصيحتهم.

ثانيا المنظمات الحزبية, وهي تنظيمات طولية فئوية تمثل التنويعات المختلفة في المجتمع المصري, كمنظمة الاطباء و المهندسين و المحامين و الفلاحين و العمال الخ... تساعد علي رفع مشاكل الواقع, من وخلال الإحتكاك الفعلي بالجمهور و ليس من خلال الصالونات المغلقة, تسعي لحل مشاكلها و مشاكل المجتمع و تناضل نضال نقابي حقيقي داخل الحزب و خارجه.

ثالثا اللجان النوعية, شرعنا في تأسيس ٣٧ لجنة نوعية, تمثل الوزارات المختلفة متطلعين علي تجارب البلدان التي نهضت في فترات وجيزة كالهند و البرازيل و ماليزيا الخ .. و تتشكل هذه اللجان من أعضاء الحزب و تشمل تكامل جيلي من شباب و كبار و تنوع فكري و عملي فلجنة الصحة تشمل عاملين في الجامعة و وزارة الصحة و القطاع الدوائي الخ.. مخالفين للتجارب المثيلة في الأحزاب الجديدة بأن يضع المؤسسين البرنامج التفصيلي او أن نستجلب خبراء معدودين علي الأيدي ليضعوا لنا البرنامج, فأردنا أن يخرج برنامجنا من الناس إلي الناس, لا من النخبة إلي الناس.

علي مستوي التمويل فلقد وضعنا حد أقصي للتمويل كي نتجنب تحكم رأس المال في التنظيم, كذلك إشتراك حزب العدل السنوي, من أكبر الإشتراكات علي مستوي الأحزاب المصرية, لأن عضو حزب العدل هو صاحب مشروع نهضوي تنموي يشعر بالمسؤلية تجاه مجتمعه, لايشتري و إنما هو الذي يشتري مرشحه.

إدارة الفترة الانتقالية, بدلا من أن يختار المؤسسسون رئيسا لهم, إختاروا أن يقدموا تجربة في الإدارة الجماعية بأن تقوم مجموعة من خمس أشخاص بدور الرئيس و الأمين العام للحزب دون تعيين رئيسا لهم, تم تشكيل لجنة عليا مؤقتة من المحافظات المختلفة و قيادات الملفات النوعية, و تم زيادة صلاحيات اللجنة العليا لتوسيع دائرة إتخاذ القرار و التوازن بين المرحلة التأسيسة و الألية الديمقراطية. في شهر أبريل المقبل سيتم عقد المؤتر العام لإجراء الإنتخابات علي جميع مستوي القيادات لنقدم تجربة فريدة للحياة السياسية المصرية.

روح حزب العدل، هو أجمل ما في حزب العدل، إنكار الذات و العمل الجماعي و الرغبة الحقيقة في نهضة هذا البلد هو ما تشاهده في العيون المضيئة بالحماس و صلاح القلوب وصفاء النوايا بالتزامن مع التخطيط العلمي والعمل المتقن هو ما سيغير وجه مصر. العدل هو الأمل

1 التعليقات:

إسلام قطب يقول...

إدارة الفترة الانتقالية, بدلا من أن يختار المؤسسسون رئيسا لهم, إختاروا أن يقدموا تجربة في الإدارة الجماعية بأن تقوم مجموعة من خمس أشخاص بدور الرئيس و الأمين العام للحزب دون تعيين رئيسا لهم, تم تشكيل لجنة عليا مؤقتة من المحافظات المختلفة و قيادات الملفات النوعية, و تم زيادة صلاحيات اللجنة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال ماذا فعلت اللجنه التنسيقيه للحزب خلال هذه الفتره ....... لا تعليق

إرسال تعليق